الاثنين، 29 نوفمبر 2021

حبُّ لغةٍ في بلادِ لغاتٍ

حبُّ لغةٍ في بلادِ لغاتٍ

 

الهند تعرف لتعدد لغاتها وثقافاتها وأديانها وبالإيجاز، بنظامها الفدرالي. وأما اللغات التي يتحدث بها عدد غير يسير من الهنود فأهمها الهندية (Hindi)، والبنغالية (Bengali)، والمراثية (Marathi)، والتيلوغوية (Telugu)، والتاميلية (Tamil)، والكجراتية (Gujarati)، والأردية (Urdu)، والكنَّدِية (Kannada)، والأوريا (Odia)، والماليالامية (Malayalam)، والبنجابية (Punjabi)، والآسامية (Assamese)، والمايثيلية (Maithili)، والسنسكريتية (Sanskrit) إضافة إلى والإنكليزية (English) التي لا يمكن التخلص منها بغض النظر عن حب لغةٍ وتفضيلها على الأخرى. ونرى حب لغةٍ أحيانا يصبح محورا أساسياً لنجاح أهل السياسة أو فشلهم في الانتخابات. ونرى أناساً يطالبون الحكومة المركزية أحياناً والحكومة الإقليمية في بعض الأحيان تقليل منزلة لغة أو إخراجها من المكاتب لأجل تبجيل وتعزيز لغة أخرى. ونرى أحياناً أن كبار الوزراء في الولايات الهندية إما يطالبون الحكومة المركزية أو يحاولون لأجل استرجاع مكانة محترمة للغة إقليمية وإزالة هيمنة لغة لا يرونها مساوية للغة إقليمية.

وفي اليوم التاسع والعشرين لنوفمبر نشرت صحيفةُ دا هندو الإنكليزية مقالة معنونة "أهمية لغة محلية" لـ تنو كلكرني عن محاولات أهل ولاية كرناتكا في جنوب الهند لأجل إحلال اللغة الإقليمية محلا مرموقا في المناهج التعليمية عبر النظم التعليمية في ولاية كرناتكا. وهذه المحاولة لفتت أنظار الشعب بصورة جدية لأول مرة في عام 1981م وتمخضت الفكرة عن اتخاذ القرار في صالح اللغة الإقليمية في عام 1994م ولكن المحكمة العليا لم تجده نافعاً فألغاه في مايو 2014م. والجهود لم تتوقف فجاء المجلس التشريعي الإقليمي بقرار لأجل اللغة الكنّدية في عام 2015م فأصبحت لغة لازمة في المدارس كلغة ثانية أو لغة أولى وفق رغبة الطالب والطالبة فيها. وفي أغسطس 2021م أتت الحكومة الإقليمية بفكرة لتعليم اللغة الكنّدية كمادة إجبارية في مرحلة بكاليوريوس في ولاية كرناتكا لأنها ترى "لأجل الحفاظ على الثقافة ونشرها يجبُ الحفاظ على لغة (تلك) الثقافة ونشرها".

المشكلة الآن ليست لسكان ولايةٍ أو للمتحدثين بلغة، بل هي للجميع. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، الآباء والأمهات ينتقلون من ولاية إلى أخرى لأجل القوت والوظائف ومعهم ينتقل الأولاد، فالأطفال الذين ذهبوا إلى مدارس دلهي حيث تُلقى الدروس إما باللغة الإقلمية والإنجليزية فحينما أرادوا الالتحاق بالجامعة لبكالوريوس واضطروا إلى الانتقال إلى ولاية ذات لغة محلية أخرى، فكيف يمكن لهم تعلم لغة جديدة والتركيز على مادة الاختصاص في بكالوريوس معاً؟ وعلى وجه الخصوص حينما لا يرون أي نفع بعد تعلم تلك اللغة الجديدة المفروضة من قبل الحكومة الإقليمية. ونظرا إلى تعدد اللغات وجمال التنوع يجب على جميع الولايات أن تتخذ قرارا في صالح عامة الناس جنباً لجنبٍ مع مصالح اللغات والثقافات المحلية.