إرث

الأحد، 26 مارس 2023

مساهمات كلية ذاكر حسين دلهي في ترويج اللغة العربية

 

مساهمات كلية ذاكر حسين دلهي في ترويج اللغة العربية

د. سيد محمد طارق الندوي

أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية، كلية ذاكر حسين دلهي، جامعة دلهي، الهند

 

الملخص:

كلية ذاكر حسين دلهي كانت في زمان تُعرف باسم كلية دلهي. وقبل ترقيها إلى مكانة الكلية، كانت مدرسة غازي الدين ومدرسة اينغلو-عربك. هذه المقالة تهدف إلى تقديم معلومات عن الأساتذة والطلبة المنتمين إلى هذا المعهد العريق الذين قاموا بدور ريادي ملموس في ترويج اللغة العربية في شبه القارة الهندية، إما بكونهم مدرسين أو دارسين في هذا المعهد.

المقـدمــة

نبذة تاريخية لكلية ذاكر حسين دلهي:

مدرسة غازي الدين حيدر

بدأت هذه المدرسة في المبني الذي كان بناه ’غازي الدين خان فيروز جنغ‘ والي غجرات في عهد السلطان ’اورنغزيب عالمغير‘ ووالد  ’نظام الملك آصف جاه‘  مؤسس حكم النظام الشاهي في دكن. وحرم المدرسة يشتمل على مسجد ومقبرة كان بناها غازي الدين لنفسه كأمر معتاد في ذلك العهد. وتوفي غازي الدين في عام 1710م / 1122هـ في ولاية غجرات ونُقل جثمانه إلى دلهي ليدفن في مقبرة كان بناها هو بنفسه. [1]

كلية دلهي

وفي عام 1825م اتخذ النظام البريطاني تحت مظلة ’شركة شرق الهند‘ قرارا لتغيير اسم المدرسة، فاصبحت المدرسة تُعرف بـ ’كلية دلهي‘.[2] وتمّ تعيين السيد ايتش تيلر مدير الكلية. [3] ولكن في عام 1877م شهدت كليةُ دلهي أسوأ يوم في حياتها إذ أصدر الحاكم البريطاني أمرا لإغلاق كلية دلهي ونقل ممتلكاتها وأساتذتها إلى كلية لاهور.[4] ولكن الله قد كان قدّر لمدرسة غازي الدين حيدر أن تستمر وتنفع عامة الهنود فبمحاولة المخيرين استمر النظام التعليمي للمراحل الابتدائية ثم أصبحت فيما بعد مدرسة متوسطة في عام 1884م. [5]

كلية اينغلو-عربك

وفي عام 1924م تغير اسم المدرسة المتوسطة فاصبحت ’كلية اينلغو-عربك وجُعلت تابعة لجامعة بنجاب. وفي عام 1928م وفق قرار حكومي اصبحت الكلية تابعة لإدارة جامعة دلهي. واستمرت عملية التدريس والتعليم في الكلية حتى أتى عام 1947م وشهدت الهند تقسيم البلاد الذي كان سببا رئيسيا لإغلاق أبواب الكلية. [6]

كلية دهلي

وفي الشهر الأخير لعام 1947م بفضل جهود الزعماء الهنود وعلى رأسهم الدكتور ذاكر حسين، وابوالكلام آزاد وجواهرلال نهرو فتحت كلية دلهي أبوابها للطلبة في مُجَمَّع كان بناه غازي الدين وحيث كانت وُضعت اللبنة الأولى لمبنى ’مدرسة غازي الدين حيدر‘.[7] ولم تزل كلية دهلي، تتقدم تحت ’إدارة  (Trust)الدكتور ذاكر حسين التذكارية للكلية‘ منذ عام 1975م[8].

كلية ذاكر حسين ثم كلية ذاكر حسين دلهي

نظرا إلى دور الدكتور ذاكر حسين في إحياء كلية دلهي بعد الاستقلال واسترجاع مكانتها الرفيعة في الأوساط العلمية وحل مشاكلها أُلحِق اسمه إلى اسم الكلية، فأصبحت الكلية تُعرف باسم ’كلية ذاكر حسين‘.[9] ولكن الشغف الزائد لمتخرجي كلية دلهي وحبهم لها أجبر حكومة منموهن سينغ رئيس الهيئة الإدارية (Trust) على إضافة كلمة ’دلهي‘ إلى اسم الكلية. ففي حفلة في الكلية أعلن وزير الموارد البشرية آنذاك السيد كبل سبّل أن الكلية ستعرف من اليوم باسم ’كلية ذاكر حسين دلهي‘ مشيرا إلى ذكريات كلية دلهي التاريخية. [10] ومن الملاحظ أن الاسم ’كلية دلهي‘ سيُستخدم في الصفحات التالية كبديل لجميع الأسماء لكلية ذاكر حسين دلهي لتقليل التشويش.

تعليم اللغة العربية في كلية دلهي:

في البداية حينما تولى الحكم البريطاني شئون الكلية، كانت اللغة الأوردية تستخدم كوسيط لتعليم اللغة العربية ولكن في ضوء تأثير اقتراحات من قبل المسئولين الإنجليز في عام 1839م صدر أمر بتغيير وسيط للتعليم، فبدأ الأساتذة يدرسون العربية والفارسية والسنسكرتية بوساطة اللغة الإنجليزية. وهذا كان ظلما على اللغات الشرقية كما علّق عبدالحق.[11]

ونقل الدكتور عبدالحق عن تقرير الكلية لعام 1833م بأن تعليم اللغة العربية عانى تدهورا متزايدا في كلية دلهي، لعدم ارتباطها بالوظائف وأسباب كسب القوت وبأنها كانت فقدت مكانتها في المجتمع وطفق الطلبة يركزون على العلوم التي كانت لها علاقة مباشرة بالقوت واللغة الإنجليزية. [12] ولأجل إصلاح نتائج قسم اللغة العربية اقترحت اللجنة المتخصصة إزالة كتب النحو والصرف والمنطق والفقه والحديث وغيرها من المقرر الدراسي للغة العربية لتحل محلها كتب عربية في الموضوعات المفيدة في الحياة اليومية ووفق الاقتراح طُلِب من الأساتذة أن يلقوا المحاضرات  الحرة في موضوع النحو والصرف والمنطق والفقه والحديث وغيرها. [13]

المقرر الدراسي العربي:

وبما أن هذه المقالة تتحدث عن المساهمات فلا يسمح المجال الخوض في موضوع المقرر الدراسي العربي لكلية دلهي. ولكن يجب الإشارة إلى أن كتب الفقه والحديث والتفسير والمنطق والكلام أيضا كانت تُدرس كجزء للمقرر الدراسي للغة العربية في هذه الكلية في الماضي. [14]

المنهـجـيـة

ويمكن توزيع المنتمين إلى كلية دلهي من الأساتذة والطلبة البارعين في مجال اللغة العربية إلى ثلاث فئات من الدارس، والمدرس، والدارس والمدرس معا. ووفقا للمعلومات المتاحة في مقالة الدكتور عبدالملك، الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بكلية ذاكر حسين دلهي، التابعة لجامعة دلهي قد بلغ عدد المنتمين البارزين إلى كلية دلهي من الأساتذة والطلبة 40 نسمة.

1.      أنيس الرحمان

2.      سديد الدين الكشميري

3.      عتيق أحمد، ملك

4.      آفتاب حسين (1894-1903)

5.      أكبر علي السوني بتي

6.      جعفر الجارجوي

7.      خورشيد أحمد الفارق

8.      سليمان أشرف

9.      رشيد الدين الكشميري

10. شبيه الحسن

11. شفيع الرحمان الدهلوي

12. شيوراؤ التشودري

13. محمد الخطيب الأعظم ---- 1932)

14. إسلام الدين

15. أشرف علي الواسطي

16. ثاني اثنين

17. ذكاء الله خان الدهلوي (شمش العلماء)

18. ذكر الرحمان

19. ذوالفقار علي النانوتوي

20. رفيع العماد

21. ساجد ميان بن محمد ميان

22. سيد علي أكبر السوني بتي

23. عبدالخالق نقوي

24. محمد أبوالحسن الفريدآبادي

25. محمد أحسن النانوتوي

26. محمد قاسم النانوتوي

27. محمد مظهر النانوتوي

ومن المستحيل أن يُسلط الضوء على الجميع المذكوين فيما أعلاه. فلذا أكتفي ببعض منهم الذين فاقوا أقرانهم وساعدوا الهنود في فهم وتعلم اللغة العربية رغم بعدهم من الوطن العربي الأصيل.

بعض أهم المدرسين والدارسين ومساهماتهم في سبيل اللغة العربية

1.      الدكتور اسبرنجر

تولى الدكتور ألائس اسبرنجر (Aloys Sprenger)  منصب عميد الكلية في عام 1845م. إنه كان متبحرا في علوم اللغة العربية وآدابها. وهذا التبحر كان سببا لعلاقاته الودية مع كبار أهل دلهي وأمراءها. إنه أدار يد الإصلاح في المقرر الدراسي للغة العربية في كلية دلهي. وكذلك نقّح وحرّر كتاب ’التاريخ اليميني‘ الذي كان يدرسه طلبة قسم اللغة العربية وكذلك استجلب بعض النسخ لديوان الحماسة وديوان المتنبي للكلية، إضافة إلى خدماته كمشرف بوصفه الأمين العام لهيئة دلهي لترجمة العامية (Delhi Vernacular Translation Society).[15]

 وخلال أيام اقامته في المدرسة العالية بكولكاتا أشرف على طباعة كتاب ’الإتقان في علوم القرآن‘ للعلامة سيوطي وكتاب ’الإصابة في معرفة الصحابة‘ للحافظ ابن حجر العسقلاني. وخلال مكوثه في كلية دلهي قام بطباعة صحيح البخاري. [16] وخير دليل على علاقته باللغة العربية أنه بعد مغادرة الهند استقر في نهاية المطاف في سويسرا وتولى مسئولية التدريس للغتين الأوردية والعربية في جامعة بَرْن (Burn University). [17]

2.      ضياء الدين خان (شمس العلماء)

كان ضياءالدين خان من هولاء المتخرجين في كلية الذين تم تعيينهم في نفس الكلية بسبب جدارتهم العلمية. وكان عُيّن كأستاذ مساعد في قسم اللغة العربية في عام 1864م ولم يزل يترقى حتى أصبح أستاذا في قسم اللغة العربية. واعترافا لمكانته العلمية منحته الحكومة آنذاك، خطاب ’شمس العلماء‘.[18]

3.      كريم الدين الباني بتي:

درس كريم الدين في كلية دلهي. إنه كان أصالة من مدينة بانيبت ولكن هاجر إلى مدينة دلهي وأنشأ مطبعة. وكان صاحب علم وافر وألف عديدا من الكتب ومن أهمها كتاب ’طبقات شعراء الهند‘وكتاب ’تاريخ الشعراء العرب‘. وكان ألفهما كريم الدين امتثالا لأمر ’هيئة الترجة التابعة لكلية دلهي‘ في عام 1847م. وله كتب عدة في النظم والنثر كما له مجموعات شعرية أيضا. [19] وفي عام 1846م إنه ترجم ست مجلدات كتاب ’تاريخ أبو الفداء‘ من العربية إلى الأوردية إلا المجلد الثالث الذي ترجمه مولوي محمد أمير.[20]

4.      سبحان بخش الشكارفوري

كان سبحان بخش مدرسا بارعا. وكان قادرا على اللغة العربية والأوردية معا. ومن أعماله المهمة كانت ترجمة ’تاريخ ابن خلكان‘. وهذه الترجمة طبعت باسم ’وفيات أعيان‘.[21] وكذلك ترجم من العربية إلى الأوردية كتاب ’تذكرة المفسرين‘. وطُبع الكتابان في عام 1848م. [22]

5.      سيد محمد (الدهلوي)

ومن أعماله التي أبقاها المنان من جور الزمان كتاب ’أصول علم منطق‘ الذي كان ترجمه سيد محمد من اللغة العربية. وهذا الكتاب العربي معروف باسم ’الشمسية‘. وهذا الكتاب المترجم يشتمل على 50 صفحة وكان طُبع في مطبعة دهلي أردو أخبار في عام 1844م. [23] وكذلك ترجم سيد محمد مع ماستر حسيني كتاب ’السراجي‘ في علم الميراث من العربية إلى الأوردية.[24]

6.      مملوك العلي النانوتوي

انضم مملوك العلي إلى فئة المدرسين في كلية دلهي في عام 1825م. [25] وكان رئيس قسم اللغة العربية. وكانت له يد طولى في اللغات الثلاث من العربية والفارسية والأوردية إضافة إلى إلمامه بالعلوم الشرعية. ومن أعماله العلمية المقدَّرة ترجمة كتاب ’تحرير أقليدس‘ وترجمة سنن الترمذي إلى اللغة الأوردية تعد خير نموذج لمعرفته اللغتين الأوردية والعربية. [26] ورغم كونه عالما كبيرا ومتخصصا في المعارف العربية والشرعية لم يخلّف آثارا علمية كثيرة بسب اشتغاله في التدريس والتعليم. [27]

7.      نذير أحمد الدهلوي

التحق نذير أحمد بكلية دلهي كطالب في عام 1846م وهو لم يكن يناهز عن عمره 15 أو 16 عاما. [28] وأصبح تلميذا بارا لمملوك العلي. وقائمة كتبه الإصلاحية طويلة جدا. وكتبه تفيد أن المؤلف كان يجيد في اللغة العربية وكانت له مهارة تامة في الإنشاء والتعريب ومع ذلك في أواخر عمره أعرب نذير أحمد عن قلة اعتنائه باللغة العربية قائلا:

"مع أن الأدب العربي لم يفدني كثيرا في أواخر أيام حياتي ولكنها كانت متاعا حسنا في الأوقات الفارغة طول عمري".[29]

8.      سيد احسان الرحمان

التحق سيد احسان الرحمان بكلية دلهي في مرحلة البكالوريوس وتخرج بعد الحصول على شهادة الماجستير في الأدب العربي. وكتب الدكتور أشفاق عنه قائلا:

"ومن الشخصيات الهندية الممتازة في الأدب العربي شخصية سيد إحسان الرحمان ، رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهرلال نهرو سابقا. والأستاذ إحسان يعد من الأعلام البارزة في الهند في فن الترجمة. وله مهارة فائقة في كلتا اللغتين العربية والإنجليزية، كما يحتل مكانة مرموقة بين الكتاب والأدباء الهنود الذين يجيدون اللغة العربية الحديثة نطقا وكتابة، وقد توسعت ثقافته العربية والأدبية خلال سنوات قضاها في القاهرة كمدير لمكتبة مولانا آزاد الثقافية التابعة للسفارة الهندية بالقاهرة. لقد ألف الأستاذ إحسان عديدا من الكتب باللغة العربية كما نقل عديدا من الكتب والمقالات إلى العربية من الإنجليزية وبالعكس طوال رحلته العلمية والأدبية، ولا يزال يثري المكتبة العربية بمؤلفاته وترجماته".[30]

وأهم أعماله في مجال اللغة العربية:

أ‌.        دراسة نهج البلاغة في مرحلة الدكتوراه

ب‌.    الجديد في العربية

ت‌.    Lets Speak Arabic

ث‌.    قاموس هندي-عربي

ج‌.      تراجم القصص الهندية إلى العربية

9.      زبير أحمد الفاروقي

حصل الفاروقي على شهادة البكالوريوس في عام 1970م وشهادة الماجستير في عام 1973م من كلية دلهي. وقائمة مساهماته تحتوي:

أ‌.        مساهمة دار العلوم بديوبند في الأدب العربي

ب‌.    تعلموا اللغة العربية

ت‌.    تاريخ الهند للأطفال (ترجمة) من الأنجليزية

ث‌.    دروس اللغة العربية للمبتدئين

ج‌.      منهج العربية للمبتدئين

ح‌.      الأصوات الجديدة للشعر العربي (ترجمة) من العربية

خ‌.      الهند روعة خالدة (ترجمة) من الإنجليزية

10. محمد نعمان خان

التحق بكلية دلهي لأجل الماجستير في الأدب العربي. وهو حاليا يدرس في قسمم اللغة العربية بجامعة دلهي. ومن أهم أعماله:

أ‌.        دراسة المواد التفسيرية في كتاب العين للخليل الفراهيدي (تحقيق)

ب‌.    المنتخب والمختار في النوادر والأشعار لابن منظور (تحقيق)

ت‌.    تصحيح لسان العرب (تحقيق)

11. أيوب تاج الدين

التحق الدكتور أيوب تاج الدين بكلية دلهي في عام 1988م لأجل الماجستير في الأدب العربي. ومن أهم اسهاماته:

أ‌.        شعر العرب من النهضة إلى الانتفاضة

ب‌.    الشعر والشعراء في الأدب العربي الحديث

ت‌.    في أرض قديمة، ترجمة كتاب أميتاف غوش

ث‌.    محمد الحسني: حياته وآثاره

ج‌.      الصحافة العربية في الهند: نشأتها وتطورها

ح‌.      العربية الأساسية (مجلدين)

النتـائـج

أنواع المساهمات:

                                                              i.      الكتابة،

                                                           ii.      الترجمة،

                                                         iii.      التأليف،

                                                         iv.      قرض الشعر،

                                                           v.      التعليم

أختم مقالتي بشعر ولكن بشيء من التغيير البسيط:

سلوا   الكتاب   و  الأقلام   عن معالينا

واستشهدوا التاريخ هل خاب الرجا فينا

2.                التـوصيـات


 

المراجع

1.  أشفاق أحمد، الدكتور، 2003م. "مساهمة الهند في النثر العربي خلال القرن العشرين". نيودلهي، الهند.

2.    بشيرالدين مولوي، "واقعات دارالحكومت، ج1، اردو أكادمي، دلهي، الهند، 1990م.

3.  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند.

4.  رفعت جمال، الدكتور1990م. "ذكاء الله حيات اور ان كيه علمي وادبي كارناميه". ساقي بُكدِبو، اردو بازار، دلهي، الهند.

5.    سديد أنور، الدكتور. "اردو أدب كي تحريكين". انجمن ترقي اردو باكستان. 1991م.

6.    سر سيد أحمد خان، 1992م. "آثار الصناديد". اردو اكادمي، دلهي، الهندي.

7.    صحيفة ’تائمز آف انديا‘. نيو دلهي، النهد. 8 يناير عام 2012م

8.    عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند.

9.    عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند.

10.                       مالك رام، "قديم دلّي كالج". مكتبة جامعة لميتيد، نئ دلهي، الهند. 1976م.

11.                Pernau, Margrit. “The Delhi College”. Oxford University Press, New Delhi, 2006. pp. 112



[1]  سر سيد أحمد خان، 1992م. "آثار الصناديد". اردو اكادمي، دلهي، الهندي. صفحة: 416 نقلا عن: عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 43

[2]  رفعت جمال، الدكتور1990م. "ذكاء الله حيات اور ان كيه علمي وادبي كارناميه". ساقي بُكدِبو، اردو بازار، دلهي، الهند. صفحة: 100

[3]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 47

[4]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 81-82

[5]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 55

[6]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 55

[7]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 96-97

[8]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 41

[9]  عبدالوهاب، الدكتور2010م. "دلّي كالج تاريخ اور كارناميه". ايجوكيشنل ببلشنغ هاؤس، دلهي، الهند. صفحة: 102-103

[10]  صحيفة ’تائمز آف انديا‘. نيو دلهي، النهد. 8 يناير عام 2012م

[11]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 31-34

[12]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 39

[13]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 53

[14]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 92

[15]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 158

[16]  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند. صفحة: 200 نقلا عن: سديد أنور، الدكتور. "اردو أدب كي تحريكين". انجمن ترقي اردو باكستان. 1991م. صفحة: 305

[17] Pernau, Margrit. “The Delhi College”. Oxford University Press, New Delhi, 2006. pp. 112

[18]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 164

[19]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 180-181

[20]  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند. صفحة: 178

[21]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 163

[22]  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند. صفحة: 179-180

[23]  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند. صفحة: 203

[24]  مالك رام، "قديم دلّي كالج". مكتبة جامعة لميتيد، نئ دلهي، الهند. 1976م. صفحة: 75

[25] Pernau, Margrit. “The Delhi College”. Oxford University Press, New Delhi, 2006. pp. 107

[26]  عبدالحق، مولوي، 1989م. "مرحوم دهلي كالج". انجمن ترقي اردو (هند)، ني دهلي، الهند. صفحة: 161-162

[27]  الدريا بادي، شمس الهدى، 2005م. "هندوستاني نشأة ثانية مين قديم دهلي كالج كا كردار". حيدرآباد، الهند. صفحة: 109 نقلا عن: بشيرالدين مولوي، "واقعات دارالحكومت، ج1، اردو أكادمي، دلهي، الهند، 1990م. صفحة: 179

[28] Pernau, Margrit. “The Delhi College”. Oxford University Press, New Delhi, 2006. pp. 302

[29] Pernau, Margrit. “The Delhi College”. Oxford University Press, New Delhi, 2006. pp. 303: Darbari Lecture, p. 423

[30]  أشفاق أحمد، الدكتور، 2003م. "مساهمة الهند في النثر العربي خلال القرن العشرين". نيودلهي، الهند. صفحة: 354

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

صورة الهند وحضارتها في الأدب العربي

صورة الهند وحضارتها في الأدب العربي

 

سيد محمد طارق[1]

المدخل إلى المقالة:

هذه المقالة تهدف إلى استعراض بعض النصوص الأدبية العربية لأجل دراسة التأثير الهندي على حياة العرب العقلية وفهم محاولة الجانبين للاستفادة من الآخر. إن العلاقات الثنائية بين الهند والعالم العربي ليس مما يصعب فهمه. ومع ذلك، لا ريب في أن استقصاء هذه العلاقات واستعراضها وتقييمها لأجل الوصول إلى النتائج الهادفة إلى الحلول الناجحة للقضايا المعقدة دوليا كانت أم إقليميا، أمر غير يسير. وبغض النظر عن هذه الصعوبة حاول عدد لا بأس به من الباحثين وعارفي اللغة العربية في الهند وذوي إلمام تام بالحوادث والتطورات في العالم العربي وبلاد الهند، محاولة جدية لدراسة العلاقات الثنائية بين الهند والعالم العربي والدوافع التي مهدت السبل لحث العرب على الالتفات إلى بلاد الهند والاستفادة من منتجاتها ومحاصيلها العلمية واختراعاتها الفنية في الأزمان الخالية والعصور الأخيرة على السواء.

الهند في الشعر العربي

الشعر العربي وحده يكفي لفهم متانة العلاقات بين الهند والعالم العربي وعلى وجه الخصوص لمعرفة تأثير الأول على حياة الثاني وطرق تفكيره وأسلوب حياته. إن في الشعر العربي شواهد عديدة تفيد عن تبادل العلاقات التجارية والعلاقات الثقافية والعلاقات الإنسانية بين الهند والعالم العربي. فالسيف الهندي موجود منذ زمن في الحروب العربية. والتجار العرب كانوا يجلبون البخور والعنبر والتوابل من الهند وعامة كانوا يسمون أبناءهم وبناتهم أبا هند وبنت هند وغيرها من الأسماء المشيرة إلى أصل هندي.

وقد قرض جرير الأبيات ردا على الفرزدق قائلا:

وهل ضربةُ الرومي جاعلةٌ لكم

أبا غيرَ كلبٍ أو أباً مثلَ دارمِ

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكُّهم

إذا أثقل الأعناقَ حَمْلُ المغارم

كذاك سيوف الهند تنبو ظُباتُها

وتقطع أحيانا مَناط التمائم[2]

عنترة بن شداد:

ولقد ذكرتكِ والرماح نواهِلٌ

منّي وبيض الهندِ تقطُرُ من دمي[3]

ذو الرمة في قصيدة ’ما بال عينيكَ منها الماءُ ينسكبُ‘ يقول:

إذا أخو لذّةِ الدنيا تبطّنها

والبيتُ فوقهما بالليل مُحتجَب

سافت بِطَـــيـِّـــبَةِ العِرنين مارِنها

بالمسك والعنبر الهندي مُختَضِبُ

تلك الفتاة التي عُلّقتُها عَرَضا

إن الكريم وذا الإسلام يُختَلَبُ[4]

عمرو بن كلثوم:

أبا هِندٍ فلا تعجل علينا

وأنظِرنا نُخبّرك اليقينا

بأنا نورِد الرايات علينا

ونُصدِرهنّ حُمرا قد رَوِينا[5]

إن في الأشعار المذكورة فيما أعلاه، بينما تدل الكلمات والمركبات العربية من نحو سيوف الهند وبيض الهندِ والعنبر الهندي على انتشار الآلات الحربية الهندية الصنع والمنتوجات الهندية في العالم العربي، المركباتُ من نحو أبا هِندٍ تخبر عن استلهام العرب من الثقافة الهندية على تنوعها الثقافي وتلونها الحضاري.

بنج تنترا والنثر العربي

كتاب بنج تنترا نموذج عظيم للعقل الهندي ورصانته. وهذا الكتاب يُعد من خير ما تركه إنسان القرون الماضية للأجيال القادمة. وفيه دروس ونصائح بأسلوب ذكي وطريق صحيح. والأمور التي جعلت بنج تنترا كتابا رائعا ومصدرا مهما لإرشاد الطالبين وتنبيه الغافلين هي عناصره الفنية وتقديم العقلانية.

لقد استخدم المؤلف مجموعة من الحيوانات واستنطقها وجعلها تلعب دورا رياديا في أداء الدور الأساسي ونقل الفكرة المركزية. وقصص هذا الكتاب تدور حول ملك عظيم وهو أسد والثور الأبله الذي كان ضحية المؤامرة وابني الآوى  وهما يقومان محل البطلين الذين كانا في البداية وزيرين ثم طردهما الملك فاختارا حيلة ماكرة لأجل استرجاع مكانتهما القديمة لدى الأسد ملك الغابة.[6]

كتب كثير من الكتاب العرب في قديم الزمان وحديثه، القصص والحكايات التي يجد فيها القارئ عدة نقاط الاتصال والروابط بينها وبين بنج تنترا.  وقائمة مثل هذه الكتب الأدبية ذات الأبطال من الحيوانات كثيرة في اللغة العربية. ومن بينهما كتاب ’كليلة ودمنة‘ و’كتاب الحيوان‘. وفي العصر الحديث ألف الكاتب المصري الشهير كامل الكيلاني مجموعة قصصية للأطفال وقدم فيها القصص التي تقوم فيها الحيوانات بدور بطل للقصة. وفي العصر الراهن تجدر الإشارة إلى أعمال الكاتب السوري زكريا تامر الذي كتب القصص القصيرة للأطفال ومعظم هذه القصص تتمركز حول حياة الطيور والحيوانات وأفكارها وهمومها.

ومع هذا التشابه بين بنج تنترا والقصص والحكايات العربية في استخدام الحيوان كبطل القصة يجد القارئ أن الكتاب العرب سلكوا منهجا منفردا لأعمالهم الأدبي. وعلى سبيل المثال، في قصص زكريا تامر يجري الحوار بين الحيوان والإنسان[7] وبين بنت أصبحت سمكا وبين أمه التي لاتزال انسانا كما كان السمك من قبل.[8] وكما في  قصص كامل الكيلاني فهي أيضا ذاخرة بالأبطال من الحيوان ولكنها لا تقطع العلاقة مع بني البشر.

أما قصص بنج تنترا فهي بأكملها تدور حول الأبطال من الحيوان فقط. ولم يأت فيها ذكر الإنسان حتى في موضع واحد.

خلاصة البحث

إن التشابه بين قصص بنج تنترا وبين القصص العربية يدل بصراحة على الغريزة الإنسانية القديمة لاستخدام الكناية والاستعارة لأجل إبلاغ رأي بدون الإشارة الصريحة إلى ما يريده. وهذا لأجل الوعظ والنصيحة. وهذا الأسلوب للحوار كان موجودا في الماضي ولايزال يوجد اليوم في جميع أنحاء العالم رغم اختلاف اللغات وتنوع الجنسيات. والاستفادة من الأعمال العالمية عمل مستمر ولكن من المستحيل معرفة أول شخصٍ فكّر باستخدام الحيوان كبطل وإحلاله محل الإنسان واستنطاقه كما ينطق أبناء آدم. ونظرا إلى هذا التعقد في معرفة الأولية والأسبقية من المستحيل تفضيل عمل أدبي على عمل أدبي آخر وعدّه مصدرا وحيدا لأعمال الكتاب الأخرين ولا استثناء لبنج تنترا أيضا من هذا.

 



[1]أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية في كلية ذاكر حسين دلهي، جامعة دلهي،نيودلهي، الهند

[2] أبو زيد القرشي – جمهرة أشعار العرب، ص: 48

[3] أبو زيد القرشي – جمهرة أشعار العرب، ص: 80

[4] أبو زيد القرشي – جمهرة أشعار العرب، ص: 152

[5] أبو زيد القرشي – جمهرة أشعار العرب، ص: 69

[6] كتاب بنج تنترا المترجم من السنسكرتية إلى الإنجليزية (Hertel, Johannes, The Panchatantra; Reprint 2014, Publisher: Forgotten Books Ltd, London)

[7] تامر، زكريا؛ لماذا سكت النهر؛ بيروت؛ دار الحدائق؛ طبعة مجهولة؛  2008م

[8] تامر، زكريا، البنت السمكة؛ بيروت؛ دار الحدائق؛ ط1؛  2009م