الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

عجمي جُنَّ بالعربية

 

الهنود وحبهم وغيرتهم للغة العربية ليسا أمرا غريبا. وعبر التاريخ نرى نماذج وأقاويل تؤيد هذه الفكرة وتؤكد وتضمن مستقبلا باهرا للغة العربية في الهند البعيدة من العالم العربي المهد والمنشأ للغة العربية بعد الزمان والمكان.

واعترافاً بجهود الهنود في مجال الحديث النبوي الشريف المكتوب باللغة العربية كتب عربي أصيل محمد رشيد رضا في مقدمة كنوز السنة: "لولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر، لقُضِي عليه بالزوال من أمصار الشرق، فقد ضعُف في مصر والشام، والعراق والحجاز منذ القرن العاشر للهجرة".

وأخيرا ذاع صيت مرئية لشاب هندي اسمه أبو صالح أنيس لقمان الندوي فهو يقول:  إنني أغار على اللغة العربية أكثر مما أغار على زوجتي". ولم يكتف بهذا بل قال مرة: "ولئن تشتمني بالفصحى أحب إليّ من أن تمدحني بالعامية أو بغيرها". فهذا هو الحب في الهند للغة العربية. السيد أبو صالح يغار على لغة أكثر من غيرته لنصفها الممتاز ، المكمل لحياته. ربما جُنَّ بحب اللغة العربية. ولكنه ليس وحيدا في هذا الصدد.

أخبرني زميلي حاليا في الجامعة د. مجيب أختر عن شخص اشتغل معه في الوحدة العربية للإذاعة لعموم الهند بنيو دلهي، كان اسمه محمد رضا خان. وإنه كان نموذجا حيا لما قيل عن حب لغة "لا يجوز الادعاء بمعرفة لغة إلا أن ترى الأحلام بها وتصبح هي لغة الثرثرة مع حبيببتك ولغة الشتم بينك وبين خصومتك".

وذكر د. مجيب بأن السيد محمد رضا خان مرة غضب على زميلة له في الإذاعة واستمرت المجاراة اللفظية والازدراء بالآخر بالعربية لوقت طويل وهما هنديا الأصل ولكن حبهما للغة العربية يتجلى بوضوح في صورة الشتائم والكلمات المؤلمة بالعربية الفصحى.