مُنُّو بابا
في قرية صغيرة لا تبعد عن مدينة إلا خمسا وثلاثين كلومترا، يؤذن المؤذن
لصلاة الفجر، فيخرج شيخ ويمشي تجاه المسجد المعروف بـ "المسجد الصغير".
وفي المسجد يسلم على الإمام الذي يوذن ويؤم المصلين وفي المدرسة الصباحية يعلم
الأطفال شيئا من القرآن والأدعية المأثورة. وبعد صلاة الفجر يقوم الشيخ ويلقي خطبة
وجيزة حول أهمية التدين والامتثال بأوامر الله. وفي كل خطبة بعد الصلاة كان لا
ينسى إعادة الكلمات العربية في اللهجة الأوردية "كنتم خير أمة أخرجت
للناس" و"الأمر بالمعروف النهي عن المنكر". بعد الصلاة كان الشيخ
يرجع إلى بيته حيث زوجته تنتظره فتقدم له شيئا للأكل والشيئ لنيشط للأعمال
اليومية. وقائمة الأعمال ليست بقصيرة على عمل أو عملين بل تشتمل على عديد من الأمور
وعلى رأسها قراءة الترجمة الأوردية للقرآن الكريم. وكان لدى الشيخ مصحف كبير. ولا
أدرى اسم المترجم. مهما كان المترجم، اللغة كانت سهلة جدا. فلذا الشيخ القروي كان
يقرأ ثم يشرح للآخرين، أحيانا لأجل إخبراهم وأحيانا لأجل الاستفسار واستدراك
المعاني الغامضة للكلمات أو المركبات الواردة في القرآن.