الشوارع والطرق في مدينة كانت أم في قرية مثل الشراريين والأوردة في جسم.
وبدونها لا يمكن الوصول إلى مكان آخر. إضافة إلى دورها في ربط الشعوب والسكان هذه
الشوارع والطرق تفيد عن معلومات مهمة ذات علاقة مباشرة بالثقافة والحضارة والمدنية.
والشعوب المتحضرة تهتم كثيرا بتشييدها وتنظيفها وتوفير التسهيلات المبدئية للمارين
عليها بينما الشعوب المتخلفة لا تهتم كثيرا بهذه الشوارع والطرق. وفي 5 مايو 1946ع
كان محمود تيمور يمشي على شارع في "نيويورك" فأعجب به وعبر عن إعجابه في
ذكرياته "أبوالهول يطير" قائلا:
"الشارع في نيويورك حسناء تجذبك
على الرغم منك، وتروعك من فتنتها كل آن بجديد، وتزيدك سحرا كلما زدتها نظراً.... إنك
تخرج إلى الشارع لا لكي تمارس شأنا، أو لتقضي مطلبا، بل إنك لتمضي إليه لا شَغل لك
إلا أن تضرب فيه طولا وعرضا، وتذرع رحابه جيئة وذهوبا، بل إنك لتتجنى على نفسك ،
متلمسا أوهن الأسباب للخروج ، طلبا للاستمتاع بالشارع ومباهجه.
وفيما يتعلق بطول الشوارع وعرضها فهذا أمر مبدئيا يتعلق بالحكومة ولكن نظافة
الشوارع والطرق والأزقة أمر سهل ميسور. وقد كتب الدكتور محمد أسلم برويز في افتتاحية
لمجلة سائينس الأردية "لكي تبقى الشوارع نظيفة لا يجب القيام بكنسها بل يجب ألا
تلقى القاذورات عليها". ولذا أرجوكم أيها القراء، لا تلقوا شيئا على الشوارع
ولا على الأزقة وإلا سيشك الآخرون في ثقافتكم وتحضركم. شكراً.