هيمنة لغة ليست محلية
أخيرا قمت بالبحث الجاد عن المدارس الابتدائية لفلذة كبدي في دلهي عاصمة الهند. وبعد جهد مضن عثرت على عديد منها ما أفضلها لقربها من بيتي.
فدار النقاش والحوار للفحص والفرز وفي النهاية اتفقت الآراء على واحدة منها.
وحينما كنا غارقين في أعمال التسجيل ودفع الرسوم أخبرنا البعض أن المدارس الابتدائية تفضل طالبا يقدر على الإجابة باللغة الإنجليزية. أمر غريب ومدهش تماما. طفل ولد ونشأ وترعر في أسرة لا تتكلم رغم كونها متعددة اللغات، إلا بالأوردية
والأفضل أن تسمى "الهندوستانية". فكيف يمكن لطفل مثل هذه الأسرة أن يتكلم منذ طفولته المبكرة بلغة لا يسمعها ولايرى أحدا داخل البيت يتعامل بها مع الآخرين!
إن اللغة الإنجليزية ليست هندية الأصل. وهي لغة المستعمرين الذين أتوا فحكموا لفترة وراحوا. ومع أن حكم أهل اللغة الإنجليزية قد طوي قبل زمان، هيمنته مستمرة وحية في جميع أنحاء البلاد ونظمها السياسية والمهنية حتى يومنا هذا.
لماذا؟
ولهذا أسباب فمنها ما يتعلق بتعدد اللغات في البلاد فاللغة الإنجليزية تقوم بدور الرابط بين الهنود الناطقين باللغات الإقليمية فقط، ومنها ما يتعلق بفرص الوظائف والتعليم العالي في البلدان التي يتكلم سكانها بالإنجليزية فقط ومنها ما يتعلق بتأثير أهل الثروة والقيادة الذين يفضلون الإنجليزية بكل ما تشتمل عليها من الثقافة وأساليب الحياة وأنماطها لكي تكون لهم مكانة مرموقة ومتميزة في المجتمع.