الخميس، 3 فبراير 2022

القرآن الكريم أداة لتعليم الصغار اللغة العربية

القرآن الكريم أداة لتعليم الصغار اللغة العربية

سيد محمد طارق

نحن الهنود ندرس اللغة العربية في مكان ناء من موطنها الأصلي على بعد آلاف أميال. ونحن في مكان، حيث رغم تزايد دُوْرِ النشر والتوزيع ورغم قدر كبير من الكتّاب والمؤلفين، لا نزال نشعر غربة غريب أبعده أهله في عقر داره. وفيما يلي سأتحدث عن إمكانية استخدام القرآن الكريم كمصدر أساسي لتعليم الصغار اللغة العربية. ولأجل تحقيق هذا الهدف سأركز على ثلاث نقاط:

-      ماذا؟

-      لماذا؟

-      كيف؟

ماذا؟ .....

وبتعبير مفصل، ماذا أنوي حينما أقول استخدام القرآن الكريم كمصدر أساسي لتعليم الصغار اللغة العربية؟ فكما توضح الكلمات، المقصود هو تعليم الصغار اللغة العربية بدون اللجوء إلى كتب أدبية عربية متدوالة، منها ما يركز على النحو والصرف والبلاغة ومنها ما يركز على الكلمات والجمل والمركبات.

لماذا؟ .....

ومن الممكن، وكذلك من المعقول أن يسأل أحدكم لماذا "تعليم الصغار اللغة العربية بالقرآن الكريم"؟ ماهي الدوافع للتركيز الحاد على القرآن فحسب لتعليم الصغار اللغة العربية؟ ولا ريب في قول قائل بأن اللغة العربية هي لغة الأدب العريق، ففيها أشعار العرب القديمة وشيئ من خطبهم ورسائلهم. وحقاً قيل قبل زمانٍ: الشعر ديوان العرب. وماجرؤ شخص أن يكذّب هذا القول حتى يومنا هذا، لأن الشعر العربي القديم في معنى الكلمة موسوعة ثقافية تراثية تحمل في طياته الحوادث الغابرة والعبر الباقية للأجيال القادمة. رغم ذلك، لم يُشهد إقبال عامة الناس وخاصتهم عبر العالم على اللغة العربية إلا بعد نزول الوحي السماوي فيها وعلى الناطق بها محمد العربي صلى الله عليه وسلم، فخرجت اللغة العربية بعد نزول القرآن، من مخابئها في شبه جزيرة العرب ووصلت إلى إفريقيا وأوربا وآسيا ولا تزال تبقى حيث حلّت في أوائل القرن الثامن مهما كانت الأحوال السياسية ومهما كان التمرد عليها داخل العالم العربي المعروف أو خارجه. وعلاوة على هذا، نَظْرَةٌ عابرة على حياة اللغة العربية في ما بعد نزول القرآن تدل على أن اللغة العربية لم تعان ما عانته اللغات العالمية الكبرى من التنقل من مرحلة الكلاسيكية إلى مرحلة الحداثة. 

إن اللغة العربية لاتزال تبقى على حالها من حيث الكلمات ومدلولاتها ومن حيث المركبات ومفاهيمها. وهذا، كما تثبت الشواهد، لم يكن ممكنا إلا بسبب القرآن. والقرآن الكريم كتاب رئيس لتعلم اللغة العربية. وإضافة إلى القرآن، ذكر علماء اللغة العربية مصدرين آخرين لتعلم اللغة العربية السليمة من العيوب والمتصفة بالمحاسن فهما الحديث والآثار العربية القديمة المعروفة بوصفها "الجاهلية" لتزامنها عصر ما قبل نزول الوحي، عصر الوحشية والفساد الاجتماعي. 

وعلى رأس كل هذا، القرآن مصدر لغوي ليبقين حتى تقوم الساعة لضمان من الله: <إِنَّا نَحْنُ نزَّلْنَا الذكر وإنا له لحافظون>. وأصاب القائل بأن "هذا هو القرآن الذي حافظ على اللغة العربية. لو لم يكن القرآن لاندرثت العربية" وصدق من قال بأن "لغة القرآن هي لغة الإعلام والعلوم الحديثة عبر العالم العربي من الشرق الأسط وإفريقيا الشمالية إلى كتلات عربية منتشرة في آسيا وأميريكا وبعض من نواحي إفريقيا". وهكذا قدر هائل من الكلمات العربية الدينية متداولة في الأوساط المسلمة عبر العالم من: الإيمان والمؤمن واليمين وغيرها وهذا ما يضمن سهولة تقريب عامة الناس من النص القرآني فهما ودراسة وتقديمَ المفاهيم القرآنية إليهم في طي حروفه وكلماته وتراكيبه.

بناءً على هذا، يمكن لفترة بدائية قصيرة أن يركز المتعلم على مصدر أولي وهو القرآن، لأجل تعلم اللغة العربية وينتفع منه إلى حد لا يفوته لفظ ورد فيه ويفهم الحروف والكلمات والجمل والمركبات البسيطة والمعقدة وما تدل عليها من المعاني البسيطة والمفاهيم المفصلة والأمثال والحكم. وبعد التكيف الكامل من المصدر الأول للغة العربية، له الحرية التامة ليتجه إلى المصادر الأخرى للغة العربية. وهكذا يمكن له صيانة معرفته اللغوية من التعقد والشذوذ ومن كل ما قد يلوث لغته باسم الحداثة.

كيف؟ .....

والمحور الثالث لهذه المقالة كان "كيف"؟ قبل البدء بأساليب وكيفية استخدام القرآن الكريم كأداة لتعليم الصغار اللغة العربية، يجدر ذكر بعض من المكونات التي لا مفر منها لمن يود تعلم اللغة العربية وعلى وجه الخصوص، لدارسٍ صغيرٍ يود أن يسمع القصص والحكايات أكثر من أن يتعلم ما سينفعه في ما بعد.

الأدوات الأساسية للتشويق والتعليم

وبما أن الطالب الصغير هو الهدف لهذا البحث فيجب دراسة نفسانيته وماذا يحبه وماذا يرغب فيه وعما يرغب ويفر منه. إن لم تُعرف رغباته وما يلفت أنظاره فلن يمكن له أن يتعلم كما لايمكن للمعلم أن ينجح في إنجاز مهامه التعليمي.

إن الصغار دائما يلتفتون نحو الصور ويحبون أن يسمعوا القصص والحكايات. وهذه الدراسة توصي كلاً من الصورة والحكاية ودراستهما كأداة لتعليم الصغار اللغة العربية.

الكلمات والحكايات

يفيد استقراء الكتب الدراسية المستخدمة في المدارس والجامعات، حتى لو كان الاستقراء عاجلا، بأن المناهج التدريسية لتعليم اللغة العربية تنحصر على الأشياء التالية:

أ‌.       فهم الكلمات والمفردات اللفظية

ب‌.    تعلم القواعد النحوية وتطبيقها العملي

ت‌.    تدرب هيآت الأفعال والأسماء وممارسة القواعد الصرفية

ث‌.    معرفة البلاغة وما يتعلق بها

ج‌.     دراسة النصوص الأدبية من الشعر والنثر للحفظ والتسميع

ح‌.     قراءة القصص والحكايات للحثّ والتشجيع

لو حاول أحد تلخيص الأشياء المذكورة فيما أعلاه ليجدن بأن هناك أمران تهتم بهما الكتب الدراسية العربية فهما التعريف بالكلمات والتشجيع بالحكايات. ولذا يليق بالمهتمين بتعليم اللغة العربية أن يبحثوا عن الطرق والأساليب التي يمكن بوساطتها تعريف الطلاب الصغار بالكلمات وتشجيعهم وتشويقهم بالحكايات. وبما أن هذه الدراسة تُعنى باستخدام القرآن الكريم كأداة لتعليم الصغار اللغة العربية فسيلقى الضوء على الكلمات التي وردت في القرآن والحكايات التي نقلتها آيات المنّان بكل دقة وحصر.

التعليم بوساطة الصورة:

لقد صدق من قال بأن الصورة الوحيدة تغني عن آلاف كلمات. مستلهما من هذه المقولة التاريخية القديمة يمكن استخدام صور الكلمات بدون الخوض في إيضاحها النحوي أو الصرفي بحيث تشبه صورةُ الكلمات صورةَ إنسان أو مكان أو مدينة أو نهر وغيرها من كل ما يمكن لقطُ صورة له. وللمزيد من التوضيح لمنافع الصورة في مجال التدريس تجدر الإشارة إلى طفل حديث الولادة وأمه. الطفل الصغير الذي لا يزال في مهده يعرف أمه كما هو يعرف الفرق بينها وبين النساء الأخريات. وهو لا يذهب إلى إمرأة أخرى إن كان جائعا، حتى إذا حاولت خالته أو عمته أو إمرأة أخرى أن تأخذه وتحتضنه فهو يبكي ولا يسكت إلا أن يرى أمه. وكذلك، الإنسان الذي لا يعرف الكتابة ولا القراءة فهو يقدر على أن يمشي على الشوارع ويصل إلى مكان يقصده. هناك سؤال يثير الإعجاب ويحير العقول. كيف استطاع الطفل الصغير أن يعرف أمه من بين النساء الأخريات؟ وكيف استطاع الإنسان الجاهل أن يصل إلى حيث كان ينويه بدون أن يفقد الطريق؟ من المؤكد المحتوم أنهما استطاعا تحقيق مآربهما باستخدام الصورة كأداة للتعلم والتعرف. وهذه هي الصورة التي تقدر أن تغني المدرسين من استخدام أي شيء سوى صور الكلمات والألفاظ لتعليم الصغار اللغة العربية.

الحد الأدنى لتعليم القواعد العربية

وبادئَ ذي بدء يجوز القول بأنه لا يمكن تدريس اللغة العربية بدون تعريف الدارس بالقواعد العربية من النحو والصرف. والقائل بهذا الصدد موفق مئة بالمئة. كما لا يمكن الفصل بين الليل والنهار وبين الأرض والشمس وبين الإسلام والقرآن فعلى نفس المنوال لا يمكن أن يُفرّق بين القواعد العربية وتعليم اللغة العربية السليمة من الأخطاء. لو لم تكن تلك القواعد العربية لكان من المستحيل تعلّم العربية نطقا وكتابة وقراءة. وعلى سبيل المثال لا حرج إن كتب كاتب "جاء حامد" كما لا حرج إن كتب "حامد جاء". وفهمُ هاتين الجملتين أمر سهل لأن القواعد تساعد القارئ في إدراك موقع الفاعل والفعل سواء تقدّما أو تأخرا. ومبدئيا هذا يكون الانحراف العلمي إن حاول أحد التفريق بين اللغة العربية وقواعدها.

ومع ذلك، هناك منازل للقواعد العربية نظرا إلى قلة ورودها وقت الكتابة أو النطق وكثرتها. ومنها ما صنفه اللغويون بالأهم ومنها ما صنفه العلماء بالأقل أهمية. وهذا التصنيف يهدف أصالةً إلى التسهيل والابتعاد من التعقيد. وقائمة القواعد العربية الأهم التي لا يمكن الإغماض عنها أيضا تشتمل على نوعين من القواعد ما يعدّه اللغويون في أعلى القائمة ومنها ما وضع في أسفل القائمة. مهما يكن الأمر، هذه الدراسة تحاول لفت الأنظار نحو طرق تدريس القواعد العربية باستخدام أسلوب، والأفضل أن يسمى "التعليم بالصورة".

ولشرح أسلوب "التعليم بالصورة" كفايةٌ في عرض بعض من الأمثلة فحسب، لأن الإحاطة بالقواعد كلها وجلها قد يكون مملا ومزعجا للقارئ. فالنموذج الأول يناقش تعليم الفعل الماضي والفعل المضارع وأشكال المضارع المتنوعة من الأمر والنهي ومعمول الحروف الناصبة والجازمة والنفي كما سيكون ذكر المفرد والمثنى والجمع للاسم والأحرف ومعانيها والأحوال الإعرابية من الرفع والنصب والجر والجزم.

الفعل الماضي: تجربة عملية

الملاحظة: وقبل إلقاء الدروس على أساس الأسلوب المقترح "التعليم بالصورة" يُفترض أن الدارس يعرف قراءة القرآن الكريم وتلاوته. وهو يقدر على الأحوال المتمايزة لأصوات الحروف والشدة والمدة. إن كان الدارس ما عرف هذه الأمور فربما لا يمكن له الاستفادة من هذا الأسلوب المبتكر لتدريس الصغار اللغة العربية. وهذا الأسلوب الجديد موزع على ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى:

المدرس يختار جميع أشكال الفعل الماضي الواردة في النصف الأول للجزء الأول من مجموعة ثلاثين جزءا للقرآن الكريم بدون الألفاظ المتكررة. ثم يعرضها للدارسين ويخبرهم معنى كل كلمة علحدة حتى يتمكن الدارس الجديد من إيضاح معاني الكلمات أمام الآخرين حفظا وفهما. ومن الملاحظ أنه يجب على المعلّم حينما يوضح معاني الكلمات أن يشير إلى المفرد والمثنى والجمع لكي يتعلم الدارس الجديد الفروق بين "قال" و"قالوا" وبين "كُنْ" و"كُونوا" وبين "كُلْ" و"كُلا" من حيث المبنى ومن حيث المعنى (يُرجى مراجعة الجدول رقم:1).

الجدول رقم:1 - البقرة: 1-82 (الماضي)

أَبَى

اتَّخَذْتُمُ

أُتُواْ

آتَيْنَا

أَخَذْنَا

أَخْرَجَ

أَرَادَ

أَزَلَّ

اسْتَسْقَى

اسْتَكْبَرَ

اسْتَوْقَدَ

اسْتَوَى

اشْتَرُوُاْ

أَضَاءتْ

أَظْلَمَ

اعْتَدَواْ

أُعِدَّتْ

اعَدْنَا

أَغْرَقْنَا

آمَنَ

آمَنَّا

آمَنُواْ

أَنجَيْنَا

أَنذَرْتَ

أَنزَلَ

أُنزِلَ

أَنزَلْتُ

أَنزَلْنَا

أَنعَمتَ

أَنْعَمْتُ

انفَجَرَتْ

بَآؤُوْاْ

بَدَّلَ

بَعَثْنَاكُم

تَابَ عَلَى

تَابَ عَلَى

تَبِعَ

تَرَكَ

تَشَابَهَ

تَوَلَّيْتُم

جَعَلْنَا

جِئْتَ

خَتَمَ

خَلاَ

خَلَوْاْ

ذَهَبَ

رَبِحَت

رُزِقْنَا

رُزِقُواْ

رَفَعْنَا

زَادَ

سَأَلْتُمْ

سَجَدُواْ

سَوَّى

شَاء

شِئْتُمْ

شِئْتُمَا

ضُرِبَتْ

ظَلَّلْنَا

ظَلَمْتُمْ

ظَلَمُوا

عَرَضَ

عَصَواْ

عَفَوْنَا

عَقَلُوهُ

عَلَّمَ

عَلِمَ

عَلَّمْتَ

عَلِمْتُمُ

عَمِلَ

عَمِلُواْ

فَادَّارَأْتُمْ

فَتَحَ

فَتَلَقَّى

فَرَقْنَا

فَضَّلْتُ

قَالَ

قَالُواْ

قَامُواْ

قَتَلْتُمْ

قَسَتْ

قُلْتُمْ

قُلْنَا

قِيلَ

كَادُواْ

كَانَا

كَانُوا

كَتَبَتْ

كَذَّبُواْ

كَفَرُواْ

كُنتُمْ

لَقُواْ

مَّشَوْاْ

نَجَّيْنَا

هَادُواْ



وفي النصف الأول للجزء الأول من مجموعة ثلاثين جزءا للقرآن الكريم هناك خمس وتسعون كلمة في قائمة الفعل الماضي. وورد بعض منها لأكثر من مرة في الجزء الأول نفسه.

المرحلة الثانية:

الآن ليطالب المعلم الدارس تصنيف الالفاظ على أساس الهيئة. وفي هذه المرحلة سيجمع الدارس الكلمات المنتهية بـ "تم" في مكان والكلمات المنتهية بـ "وا" في مكان والكلمات المنتهية بـ "تَ" في مكان والكلمات المنتهية بـ "تما" في مكان وهكذا وفق الترتيب المعلوم لتصريف الفعل الماضي. (المرجو مراجعة الجدول رقم: 2)

الجدول رقم:2 (البقرة: 82-1)

الغائب – المذكر - المفرد

أَبَى

أَخْرَجَ

أَرَادَ

أَزَلَّ

اسْتَسْقَى

اسْتَكْبَرَ

اسْتَوْقَدَ

اسْتَوَى

أَظْلَمَ

آمَنَ

أَنزَلَ

أُنزِلَ

بَدَّلَ

تَابَ

تَابَ عَلَى

تَبِعَ

تَرَكَ

تَشَابَهَ

تَلَقَّى

خَتَمَ

خَلاَ

ذَهَبَ

زَادَ

سَوَّى

شَاء

عَرَضَ

عَلَّمَ

عَلِمَ

عَمِلَ

فَتَحَ

قَالَ

قِيلَ

الغائب–المذكر-المثنى

كَانَا

الغائب–المذكر-الجمع

أُتُواْ

اشْتَرُوُاْ

اعْتَدَواْ

آمَنُواْ

بَآؤُوْاْ

خَلَوْاْ

رُزِقُواْ

سَجَدُواْ

ظَلَمُوا

عَصَواْ

عَفَوْنَا

عَقَلُوا

عَمِلُواْ

قَالُواْ

قَامُواْ

كَادُواْ

كَانُوا

كَذَّبُواْ

كَفَرُواْ

لَقُواْ

مَّشَوْاْ

هَادُواْ

الغائب – المؤنث - المفرد

أَضَاءتْ

أُعِدَّتْ

انفَجَرَتْ

رَبِحَتْ

ضُرِبَتْ

قَسَتْ

كَتَبَتْ

الحاضر– المذكر - المفرد

أَنذَرْتَ

أَنعَمتَ

جِئْتَ

عَلَّمْتَ

الحاضر– المذكر - المفرد

شِئْتُمَا

الحاضر– المذكر - الجمع

اتَّخَذْتُمُ

اِدَّارَأْتُمْ

تَوَلَّيْتُم

سَأَلْتُمْ

شِئْتُمْ

ظَلَمْتُمْ

عَلِمْتُمُ

قَتَلْتُمْ

قُلْتُمْ

كُنتُمْ

المتكلم – المفرد

أَنزَلْتُ

أَنْعَمْتُ

فَضَّلْتُ

المتكلم – الجمع

آتَيْنَا

أَخَذْنَا

أَغْرَقْنَا

آمَنَّا

أَنجَيْنَا

أَنزَلْنَا

بَعَثْنَا

جَعَلْنَا

رُزِقْنَا

رَفَعْنَا

ظَلَّلْنَا

فَرَقْنَا

قُلْنَا

نَجَّيْنَا

واعَدْنَا


المرحلة الثالثة:

الآن بعد هذا التدرب والممارسة قد تمكن الدارس من التمييز بين العلامات الخاصة بكل صورة لتصريف الفعل الماضي. إنه قد علم بأن "ا" في نهاية الفعل تدل على المثنى ومجموعة "وا" تدل على الجمع المذكر الغائب و"تْ" تدل على المفرد المؤنث الغائب و"ــــَــتا" تدل على المثنى الؤنث الغائب و"نَ" تدل على الجمع الؤنث الغائب و"تَ" تدل على المفرد المذكر الحاضر و"تما" تدل على المثنى المذكر/المؤنث الحاضر و"تم" تدل على الجمع المذكر الحاضر وكذا يكون المعاملة مع "تِ" للمفرد المؤنث الحاضر و"تنّ" للجمع المؤنث الحاضر و"تُ" للمفرد المتكلم و"نا" للمثنى/الجمع المتلكم. وحينما يجد الدارس فعلا ماضيا يخلو من العلامات المذكورة فهو يعرف بأنه مفرد مذكر غائب. وبعد المرور بهذه المراحل الثلاثة سيصبح الدارس قادرا على فهم العلامات المتنوعة لهيآت تصريف الفعل الماضي التي يمكن شرحها كما يلي:

العلامة

هيئة تصريف الفعل الماضي

...............

المفرد

المذكر

الغائب

ا

المثنى

وا

الجمع

تْ

المفرد

المؤنث

ـَـتا

المثنى

نَ

الجمع

تَ

المفرد

المذكر

الحاضر

تما

المثنى

تم

الجمع

تِ

المفرد

المؤنث

تما

المثنى

تنّ

الجمع

تُ

المفرد

المذكر/المؤنث

المتكلم

نا

المثنى/الجمع


وعلى نفس الطريق، سيوضَح الفعل المضارع وأشكاله المتنوعة من الأمر والنهي والنفي والمنصوب والمجزوم. وكذلك سيتم شرح الأسماء وأوزانها المتنوعة وأحوال الإعراب لها جميعا.

الحكايات والقصص:

نظراً إلى أهمية الحكايات والقصص وما يتفرع منهما من أدوات التسلية والترويح، يجب على معلّم العربية أن يختار من القرآن الكريم المصدر الأول لتعليم الصغار اللغة العربية، المواد الدراسية ليسلي بها الطلاب الصغار ويشجعهم ويحثهم على التعلم وتحصيل المعارف اللغوية والأدبية بأسرع وقت ممكن لكيلا يمل طول الأمد وكثرة الدروس.

ورغم أن القرآن مصدر الأحكام والفرائض وبيان للحلال والحرام، إنه، كذلك، مصدر هام للحكايات والقصص ليقرأها الإنسان ويتعظ فيتجنب النواهي ويمتثل بالأوامر. إن للحكايات والقصص أهمية كبرى في حياة الإنسان، لأنها تحمل معها الدروس والعبر لكل من يتعظ ويتدبر.

قصص القرآن الكريم:

إن أمعن أحد النظر في قصص القرآن الكريم لأجل القصص والحكايات فحسب فإنه سيجد فيه قدرا كبيرا لها فمنها خلق آدم وهبوطه من الجنة وسفينة نوح وقوم صالح وأولاد يعقوب وحكومة يوسف ومعاملته مع إخوته وحقيقة ذوالكفل ومحنة يونس وخروجه منها وداؤد وحكمه وقدرة سليمان وحقيقة عزير وابتلاء زكريا ويحيى وعيسى وموسى وهارون وأسرة شعيب واسماعليل وإبراهيم وبناء الكعبة ومحنة قوم لوط وسحر هاروت وماروت.(للمزيد راجع: قصص القرآن الكريم - علي محمد علي دخيل و قصص القرآن الكريم وسيرة سيد المرسلين-محمد منير الجنبار(

القرآن وتعليم القواعد:

علاوة على هذا، يمنح القرآن فرصة لتعلم الجمل والتراكيب وأساليب البيان أيضا. وبهذا الصدد، يليق ذكر أعمال الشيخ أبي الحسن علي الندوي الأدبية باسم "قصص النبيين". قد جمع الشيخ الندوي في هذه المجموعة الأدبية عديدا من القصص القرآنية بأسلوب أدبي عربي مبتكر. وهذه المجموعة تتصف بكل ما يسهل للطالب الصغير عملية التعلم كما يحثه على القراءة الزائدة حتى يتعود القراءة المتكررة للنصوص القرآنية الأدبية <وللمزيد عن قصص النبيين للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي يرجى مراجعة "أدب الأطفال العربي في الهند للباحث">.

الخاتمة:

إن تعليم اللغة العربية إن يبدأ باستخدام المفردات والمركبات العربية الواردة في القرآن الكريم بأسلوب ينحصر على فكرة "تعليم اللغة بالصورة" كما هو يركز على شرح مفاهيم تلك المفردات والمركبات بلغة الدارس الأم وبعد ذلك تستخدم المفردات والمركبات عينها لإيضاح القواعد العربية من النحو والصرف حتى يتحقق استيعاب جميع الكلمات والتراكيب الصعبة الفهم والواردة في القرآن الكريم، من المتوقع أن الدارس سيصبح في غنى عن مراجعة مزيد من الكتب الأدبية إلا إذا كان يود التكيف باستعمالات اللغة العربية بأكملها.

ولأجل استبقاء الشوق لدى الدارسين الصغار يجب استخدام القصص القرآنية. لأن القصص القرآنية كمنفعة أولى ستلعب دور الحاث والمشجع والنفع الثاني منه، الابتعاد من القصص الخرافية التي تؤدي إلى تشتت أفكار الصغار وأحيانا تحثهم على الأعمال الفاسدة.